الخيبات لا تهدى

Publié le 29 Novembre 2013

" الخيبات لا تهدى " لــــ: سفيان بوزيد

لست من المتشدقين و مستغربا من بكاء ابي امامي ، على عكس كثيرين من الكتاب المتشدقين ببكاء ابائهم لاول مرة امامهم ، فإنّي على عكسهم فخرت بأبي رجل الستين عاما ذاك المربّي الصلب ،درسّ من اقصى الصحراء الى عمق الارياف ... لا توجد مدرسة لم تعرفه في جبينانة او في تطاوين او في قبلي ...
ابي احسّ في فاتحة هذا الأسبوع امرا جللا سيحصل ، أفاق مبكرا و ذهب مع امي الى دار جدّتي باولاد يوسف ... ليكون الحوار غير عادي في لحظات كبرى تخرّ لها الجبابرة ساجدين ... لتموت و هي واضعة يدها في يده ، أصابعهما متداخلة ، و حرارة يدها اخذت بالبرود ، و البرود ...
تداخل اليدين بين الام و ابي كان لها الوقع في صلب الحاضرين .. فهي لا تسطيع الكلام لكنّه لخصت ما ارادت قوله من اهازيج السنين و قصة حب ربطت بينهما و حبلا من التواصل و التفاهم ... تتابع المشهد و كأنّك في فلم رومانسي في لحظة فراق قد تكون او لا يكون ابي يضغط على يدها بتصاعد عسى ان يستوعب اللحظة التي لطالما كرهها اي رجل : فُراق الأمّ و ما ادراك ما الأمّ!... جدتي امرأة المائة العام اطلق عليها اسم "الشُّبّة" أي المرأة الشّابة ، الجميلة ، و لزالت اثار جمالها رغم بلوغها المائة مرتسمة على وجهها العبق بالوشم ...صلبة و شديدة و تحدت جنون العمر بكرم و جود لا مثيل بهما
أبي ابكي يا حبيبي ... ابكي على فقدان ما لا يملكه رجل .. ابكي على فقدانك لامّك.. الرجال يليق بهم البكاء ... ...ابكِ و بحرارة ايضا عسى ان تنزل تلك الدموع بردا و ثلجا على قبرها ..

" الخيبات لا تهدى " لــــ: سفيان بوزيد

لست من المتشدقين و مستغربا من بكاء ابي امامي ، على عكس كثيرين من الكتاب المتشدقين ببكاء ابائهم لاول مرة امامهم ، فإنّي على عكسهم فخرت بأبي رجل الستين عاما ذاك المربّي الصلب ،درسّ من اقصى الصحراء الى عمق الارياف ... لا توجد مدرسة لم تعرفه في جبينانة او في تطاوين او في قبلي ...
ابي احسّ في فاتحة هذا الأسبوع امرا جللا سيحصل ، أفاق مبكرا و ذهب مع امي الى دار جدّتي باولاد يوسف ... ليكون الحوار غير عادي في لحظات كبرى تخرّ لها الجبابرة ساجدين ... لتموت و هي واضعة يدها في يده ، أصابعهما متداخلة ، و حرارة يدها اخذت بالبرود ، و البرود ...
تداخل اليدين بين الام و ابي كان لها الوقع في صلب الحاضرين .. فهي لا تسطيع الكلام لكنّه لخصت ما ارادت قوله من اهازيج السنين و قصة حب ربطت بينهما و حبلا من التواصل و التفاهم ... تتابع المشهد و كأنّك في فلم رومانسي في لحظة فراق قد تكون او لا يكون ابي يضغط على يدها بتصاعد عسى ان يستوعب اللحظة التي لطالما كرهها اي رجل : فُراق الأمّ و ما ادراك ما الأمّ!... جدتي امرأة المائة العام اطلق عليها اسم "الشُّبّة" أي المرأة الشّابة ، الجميلة ، و لزالت اثار جمالها رغم بلوغها المائة مرتسمة على وجهها العبق بالوشم ...صلبة و شديدة و تحدت جنون العمر بكرم و جود لا مثيل بهما
أبي ابكي يا حبيبي ... ابكي على فقدان ما لا يملكه رجل .. ابكي على فقدانك لامّك.. الرجال يليق بهم البكاء ... ...ابكِ و بحرارة ايضا عسى ان تنزل تلك الدموع بردا و ثلجا على قبرها ..

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :