سفيان بوزيد "رواية الخيبات لا تهدى "

Publié le 6 Décembre 2013

سفيان بوزيد "رواية الخيبات لا تهدى "


صديقتي استاذة الفلسفة ، التقيتها بينما كنت اتجول في احدى مكتبات باريس ، كنتُ بصددِ اقتناء ديوان لغادة السمّان مُعَنْونِ "الحبّ من الوريد الى الوريد " ، كنت هائما بالجلوس القرفصاء امام ذاك الرفّ اين وجدت الكتاب قاطعتني مبتسمة ، باطلالة وجهها المستدير البيضوي الصغير ، و بشيء خفيف من احمر شفاها القاني ، سيدي لا تجزعج نفسك بشراء الكتاب ، لديّ في البيت نسختين اهداهماا لي أبي من طبعة بيروت بامكاني اهدائك احداهنّ ،
متعجبا منها انهض من جلستي المنحنية على ركبة و نصف ، شكرا لكِ آنستي ، في رغبة لربط من الصلة معها لم أود ان أتمنع منهَا ، لم أسئلها كثيرا او بالاحرى لم اتعب نفسي في السؤال خاصة في لذّة لقاء كهذا ، كانت تسكن مقابلة لبرج الفرنسيين العتّي "تور ايفل " ، من نافذة منزلها كنت أشاهد لؤلؤات الانوار تلامس فروع الطرقات ، في فسيفسائية تثير الدهشة .... قاطعت شرودي : سيدّي تفضل بالجلوس ، ، ،
بإيمائة من رأسي احبتها بالانتفاء كنت اتابع المشهد الباريسي العظيم ، متألمّا من نفسي كنت محتاجا لوقت لإعادة ترتيب الفوضى داخلي ، قد اكون موهوبا في دفن داخليتي امام الآخرين ، لكنّ هذه الآنسة ربّما فهمت ما احتاج اليه البوح ، ان تتكلمّ لشخص ما لا تربطه صلة بكَ قد يَكون احسن بكثير من الحديث لاحد تعترف امامه كالضعيف ...
بدأت هادئة و مضيفة لابعد الحدود معي : سيّدي انا في الواقع لا أشْرَبُ ، لكن ان وددت سأسكب لكَ كأْسَا من قنّينة صديقتي ، مبتسمة ربمّا بشيْ من المرارة ، لقد فارقها حبيبها مؤخرّا و قد ادمنت الخمر بشدة ، هذه الأيام ،
- شكرا لكِ على لطفكِ ، لا مشكل قد تكون قهوة في هذا اليوم البارد كافية على نخب الاجواء الباريسية بكتابي المٌهدى منكِ : انّها غادة العملاقة ، ...
انطلقت حكايتي معها بكتاب .... فما جمعني بها لم يكن تقليديّا بين رجل مزاجي مثلي و امرأة فلسفة متحصلة على مراتب متقدمة في الجامعة ، او كما يحدث في مجتمعاتنا او كما قد يكون حدثنا نزار قباني "نظرة فسلام فكلام .... فلا ادر ماذا ! ... كما انّ الحب ّ لم يجمعنا و لا كذلك شهوة شبقيّة عاتية للآخر ... لقد جمعني معها كما في لقائي الاول بها ... تساؤلات ، شكوك ، حيرة ، غناء ، رقص ، لِمَ نَحْنُ ! قد تكون للحياة سببا بصدفتها و بمكانها و بزمانها لتم
هد للقاء بيننا ...

Rédigé par سفيان بوزيد

Publié dans #أُنْثىَ براَئِحَةِ القَهْوَةِ

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :