الفصل الثاني : يُقال .. أنّ للحنين فصْلُ مدللّ ... هو الشتاء "الخيبات لا تهدى " لــ: "سفيان بوزيد
Publié le 2 Décembre 2013
على جناحنا ان يضع قصيدة "انتظرها " لذاك الغبيّ محمود درويش ... وحيدة انتظره ... تعلم سفيان ...تعلم سفيان ، هل تعلم ، ناهضة من كرسيّها ، صارخة : لم يأَتِ يا سفيان لم يأتِ ، إنفجرت باكية لم يأتِ لم يأتِ ... احتضنتها بدفئ ... مربتّا على خصرها ... جيهان انّه زمن الخيبات ... انه زمن الخيبات التي لا تهدى ...
روايتي : "الخيبات لا تهدى " لــ: "سفيان بوزيد"
الفصل الثاني : يُقال .. أنّ للحنين فصْلُ مدللّ ... هو الشتاء
لم اتوقع ان يتصل بي ! لم انتظر يوما و في ذات اللحظة التي بدأ يرحل فيها بين أشجار النسيان و يغادر الى وحشة غابتي الليليّة اين أُقْبِرُ خيباتي المتتالية أن يتصلّ بي و يدغدغ سمعي صوتُهُ الرجّولي جدّا : عزيزتي ، أنتِ أعظم إمرأة في العالم ! سأنتظرك بمقهى دي فلور ، شارع باريس بالعاصمة اين التقيتكِ المرّة الأولى ... ‘‘ بلمسة حزن أنثى تأخذ زجاجة البيرة و تشربها مباشرة دون سكبها في الكأس ، مسحت بكفّها قطرات البيرة المتساكبة من فمهَا ...واصلت : ‘‘ ألحّ عليّ كثيرا بالحضور ، كنت أستمع اليه و أبْحِرٌ مع هيجانه اللغوي و فواصل تغزّله بي ،، كان حاضرا امامي ، عيناه الخضروان ، شاربيه ، بشرته المائلة لسمرة و انا الفتاة البيضاء عاشقة لسمريتّه الجنونيّة ، كنتُ ابكي و هو يخاطبني بالهاتف ، كنتُ واضعة كفّ يدي اليسرى على ثغري حتّى لا ينصت الى شهيقي البكائي ،، وددتُ لو أجبهُ بسرعة نعم سنلتقي يا حميمي ، نعم سنلتقي في ذاك المقهى يا وتري الشبقيّ ، تريثت و أجبته بغنج أنثى بعد ان ابدع في مناجاته لي و حبّه المشتهى ،، : سألتقيك يوم غد !
بإيماءة من رأسها تطلب لي سيجارتي التي ادخنهّا ... مددتها اليها ، طالبة من الساقي زجاجتين إظافتين ، قلتُ لها : "جيهان يكفيك خمرا، شربت كثيرا هذه الليلة ، ارجوكِ يكفيِ " بإنفعال تصرخ : "سفيان هل كففت ان تقمصّ دور الممثلّ الأخلاقي دوما امامي ! احتاج اليك للحديث ليس لمواعضك " ساد الصمت بيننا لدقائق لا ادري ما تعدادها قاطع شرودي وقع فوضى زجاجة البيرة على الطاولة و واصلت نافثة دخانها بعمقها المعهود : " لقد تزينت يا سفيان له ، وضعت له احمر الشفاه و انا الذي لم اضعه حتى في اسعد لحظاتي ، لبست فستاني الذي يعجبهُ المزركش بالياسمين على شهر تموز ، شعري أطلقته على كتفيّ مسودّا قانيا ممشوطَا بعناية و مددته على كتفيّ ، وضعت عطري الذي لطالما أثار جنونه ليتسولّ مني بقبلة تردي كيانه وَلْهَانا بي ... " مدّا لها سيجارة اخرى من فمي اقول لها واصلي ... شاردة مرة اخرى نحو طاولة بجوارنا حبيب يلبس حبيبته خاتما .. عينيها بسحابة من الدمع تواصل " انتظرته في الموعد المحددّ ، مزهوة بهِ ، جلست في طاولتنا المعهودة دائما المطلة على الشاطئ وراء تلك البلورة المنمقة بالوان خافتة دمشقية ، طلبت من الساقي كوبا من العصير قبل لقاءه لأنّي اود احتساء القهوة فقط معه ، مرة يا سفيان الوقت بثقل و ان تنتظر انسانا لا تعلم هل سيأتي ام لا ! مرة الربع الساعة الاولى ... فالنصف و من المهازل ان تطلب احدهن من المشرف على جناحنا ان يضع قصيدة "انتظرها " لذاك الغبيّ محمود درويش ... وحيدة انتظره ... تعلم سفيان ...تعلم سفيان ، هل تعلم ، ناهضة من كرسيّها ، صارخة : لم يأَتِ يا سفيان لم يأتِ ، إنفجرت باكية لم يأتِ لم يأتِ ... احتضنتها بدفئ ... مربتّا على خصرها ... جيهان انّه زمن الخيبات ... انه زمن الخيبات التي لا تهدى ...